من     11/09/2019
إلي     30/11/2019
View Image

~~تعريف جديد للدولة من منظور فيزيائي في ندوة بآداب المنوفية

تحت رعاية الأستاذ الدكتور/ رئيس الجامعة ، والأستاذ الدكتور/ أسامة مدني (عميد كلية الآداب)، وبتنسيق من الأستاذ الدكتور/ صلاح عثمان (رئيس قسم الفلسفة)،
في مستهل موسمه الثقافي للعام الجامعي 2016/2017 نظم قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة المنوفية صباح اليوم (الأربعاء 29 نوفمبر 2017) ندوة بقاعة المؤتمرات بالكلية، شرفنا وسعدنا فيها بالمفكر الموسوعي الأستاذ الدكتور/ طارق وهدان (أستاذ ورئيس قسم الكيمياء بكلية العلوم – جامعة العريش، والعميد الأسبق لمعهد إدارة الجودة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، والمستشار الأسبق للثقافة والتعليم بوزارة الخارجية، والنائب الأسبق لرئيس جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب) الذي ألقى محاضرة ثرية وممتعة تحت عنوان «تعريف جديد للدولة من منظور فيزيائي».
     شرفنا أيضًا في الندوة بحضور علم من أعلام الفكر والتنظير الإعلامي في مصر والعالم العربي، المستشار الإعلامي والدبلوماسي والكاتب القصصي الأستاذ/ عبد الغني عجاج، النائب الأسبق لرئيس قطاع الإعلام الخارجي بالهيئة العامة للاستعلامات، والمستشار الإعلامي الأسبق بالجزائر وأبو ظبي. كما شرفنا بكوكبة من الأساتذة والزملاء الأعزاء، وفي مقدمتهم الأستاذ الدكتور/ عبد الفتاح غنيمة، والأستاذة الدكتوره زينب عفيفي شاكر (العميد الأسبق للكلية) الأستاذ الدكتور أحمد الشاذلي (العميد الأسبق للكلية)، والأستاذة الدكتوره فاطمة اسماعيل (أستاذ الفلسفة بكلية البنات – جامعة عين شمس، والدكتوره صابرين زغلول، وعدد كبير من الباحثين. 
ناقشت الندوة موضوع الدولة ومتلازماتها: النظام، القيم، الاقتصاد، الحرية، الديموقراطية، حقوق الإنسان، النهضة الحضارية ... إلخ، من منظور النسق الفيزيائي ومصطلحاته ومنهجية بنائه، وسعت إلى الإجابة عن عدد من التساؤلات التي تؤرق الإنسان المعاصر، ومنها:
لماذا ينقسم العالم إلى دول منضبطة فى كل شيء ( تعليم- بحث علمى – صحة – بنية تحتية – مساوة – حرية رأى ) ودول غير منضبطة؟ من السبب فى الانضباط أو عدم الانضباط؟ هل السبب الحكومة ؟ أم المواطنين؟ .. لماذا لا نجد ارتباطًا بين انضباط سلوك المجتمع وبين إيمان هذا المجتمع بكتاب سماوى؟ .. لماذا نجحت دول (مثل سنغافورة وكوريا الجنوبية) فى تحقيق تقدم اقتصادى واضح ونقلة كبيرة فى التعليم والصحة وغيرها بينما عجزت دول أخرى ( مثل مصر) أكثر ثراءً فى الموارد البشرية والطبيعية؟ .. هل الشعب جزء من القوى السياسية المؤثرة التى نتحدث عنها؟ وهل الصراع هو صراع قوى الخير ضد قوى الشر؟ .. وهل يستطيع النظام السياسى فرض رؤيته إذا كانت تتعارض مع محصلة القوى؟
وفي محاولته الإجابة عن هذه التساؤلات عرض الأستاذ الدكتور طارق وهدان مجموعة من اللقطات الهامة في تاريخ الإنسان، أهمها مفهوم الدولة (الطبقية) عند الفلاسفة القدماء، ومفهوم الدولة عند المواطنين البسطاء، ثم محطات مررنا بها أو مرت بنا عبر التاريخ، كالعبودية وتطوراتها، والحروب وأسباب نشأتها ثم إلغائها، وموقف الفلاسفة وفقهاء القانون المتأرجح منها، وقوى المصالح المؤثرة في ذلك كله والموجهة له. وإذا كانت محصلة القوى في الفيزياء تؤدي إلى مسار توافقي يتحرك فيه الجسم بحيث يتحقق التوازن بين هذه القوى، فالأمر مختلف في حالة المجتمعات البشرية؛ فالبشر متمردون، وحتى القوى الصغيرة تسعى إلى فرض إرادتها ولا تقبل بالتوازن!
لقد كانت القوى المؤثرة قديمًا هي القوى الجسمانية أو الأسلحة البدائية، لكنها تعددت الآن وتنوعت، لتشمل الأسلحة والثروة والعلوم والتكنولوجيا والإعلام والأحزاب والنقابات، وحتى الخارجين على القانون. ولا يتحقق التوافق المجتمعي إلا بتوازن محصلة القوى تحت مظلة نظام سياسي نسميه الدولة، وإلا سادت الفوضى والتصادمات الدموية، ولابد وأن يتبع هذا التوافق محصلة قيم تفرضها القوى لتحقيق مصالحها .. هذا ما نجده في المجتمعات المتقدمة، فمحصلة القوى لديها محسومة وثابته منذ فترة طويلة، وبالتحديد منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وهي قوى اقتصادية عملاقة ومؤثرة داخليًا وخارجيًا، وهو ما يُفسر ثبات سياساتها رغم اختلاف النظم وتداولها.
من جهة أخرى هذا ما يفسر لنا لماذ تسود القيم التي تدعو إليها الأديان في هذه المجتمعات رغم افتقادها لجانب الروحي الذي يتوافر لنا في الشرق؛ فالتعليم والصحة والانضباط والالتزام والطُرق المجهزة ... إلخ، كلها تمثل دورًا فاعلاً في المنظومة الاقتصادية المهيمنة، والتي لا تسمح بأي خلل في بنيتها التوافقية، أو أي انحراف في محصلة قواها، بينما الأمر مختلف في الدول المتخلفة .. لدينا القيم كمنطوقات تدعمها الشرائع السماوية، لكن ليس لدينا البنية التوافقية المحسومة والثابتة لمحصلة القوى.

هذا الإيجاز لا يفي بكل ما انطوت عليه الندوة من قضايا ونقاشات تثير كثيرًا من التساؤلات الفلسفية والدينية والأخلاقية، وقد اتخذت روعتها بُعدين؛ بُعد الفكرة أو النوذج الفيزيائي الذي أجاد الدكتور طارق وهدان توظيفه بدقة سياسيًا ومجتمعيًا، وبُعد النقاشات الثرية من الحضور.
كل الشكر لسيادته، وكل الشكر لجميع الحضور، وكل الشكر لقادة الجامعة والكلية، وبصفة خاصة الأستاذ الدكتور معوض الخولي رئيس الجامعة، والأستاذ الدكتور أسامة مدني عميد الكلية .. كل الشكر أيضًا لأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة وطلاب قسم الفلسفة، وكل الشكر للمركز الإعلامي النشط بجامعة المنوفية. وكذلك لأسرة أحلامنا التي بذلت جهدًا طيبًا في التنظيم.


حضر الندوة عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس بالكلية وقسم الفلسفة، وكذلك طلاب مرحلتي الدراسات العليا والليسانس بالقسم.

 

 

 

Top