مقدمة عن الكيمياء
ليس بقدرة الباحث فى تاريخ العلوم أن يحدد بالضبط تاريخ نشأة الكيمياء من جذورها الخرافية وكان اهتمام العلماء قبل الاسلام يتخذ وجهتين:
الأولى: تحويل المعادن الخسيسة مثل النحاس والرصاص الى معادن شريفة مثل الذهب والفضة.
الثانية: البحث عن دواء يطيل العمر ويدخل السعادة الغامرة على النفس.
لذا بدأت الكيمياء مع علوم السحر والوهميات المبهمة ، لارتباطها ارتباطا قويا بالتنجيم فالفضة كانت تمثل القمر ، والذهب الشمس ، والزئبق عطارد ، والحديد المريخ ، والقصدير هرمس ، والنحاس الزهرة.
أن تاريخ الخيمياء (Alchemy) – وهو الاسم البدائى للكيمياء – يوحى بوجودها منذ ثلاثة الاف سنة قبل الميلاد ، و هذا يرجع للعلماء المصريين القدماء ، فاسم الكيمياء مشتق أصلا من أسم مصرى قديم هو "كميت" أى الأرض السوداء ، حيث أنهم قاموا بتعدين عنصر النحاس ، وذلك بعد أختزال كربونات النحاس بالفحم وقد أقاموا صناعات كثيرة مثل الصباغة والزجاج وتحضير الأدوية وما يتعلق بها من مواد التحنيط.
وقد اتفق المؤرخون فى حقل العلوم أن علم الكيمياء علم عربى أصيل وضعه علماء العرب والمسلمين ، وثبتوا أركانه بتجاربهم ونظرياتهم ، وهم أول من أعطى علم الصنعة اسم علم الكيمياء ، التى اسمها باللغة الانجليزية Chemistry وباللغة الفرنسية Chimie ، والراجح أن أصل هذه الكلمة مأخوذ من الكلمة المصرية القديمة "كميت" (Kam-it) التى كان يطلقها العرب على أرض مصر.
لقد قسم علماء العرب والمسلمين تاريخ علم الكيمياء الى قسمين رئيسين:
- نقل الأبحاث الكيميائية التى قام بها علماء الاسكندرية ، وترجمة معظم القدماء من لغاتهم الى اللغة العربية.
- الابتكارات التى قدمها علماء العرب والمسلمين ، ومن بينهم خالد بن يزيد بن معاوية الأموى ، وجابر بن حيان الكوفى ، وأبو بكر الرازى وغيرهم كما قنن علماء العرب والمسلمين علم الكيمياء فصارت الكيمياء تدرس فى جميع أنحاء المعمورة.