يتقدم مجلس كلية الهندسة بالتهنئة للاستاذ الدكتور/ علاء الدين علوى الحبشي رئيس مجلس قسم الهندسة المعمارية بالكلية بمناسبة الاحتفاء الدولى بمشروعه التراثى والثقافى الكبير والطموح بالقاهرة التاريخية؛ حيث سلطت جريدة النيويورك تايمز الضوء على هذا المنجز المعمارى الهام فى عددها الصادر فى مارس 2023. استهدف المشروع ترميم وإعادة تأهيل "بيت يكن" ومحيطه العمراني.
بيت يكن هو أحد البيوت التاريخية بمنطقة الدرب الأحمر ويرجع تاريخ بنائه الي منتصف القرن السابع عشر وآلت ملكيته إلى عائلة يكن وهم أولاد أخت لمحمد علي باشا، مؤسس مصر الحديثة، وبه دلالات تاريخية ومعمارية تسرد هذا التاريخ، وقد اشتراه الدكتور علاء الحبشي وزوجته المهندسة علا صلاح لإنقاذه من الهدم، وتم ترميمه لإظهار وتفسير العديد من العناصر البنائية والزخرفية الأصيلة، وتأهيله ليكون مرة أخرى القلب النابض لمجتمع اليكنية، أحد أهم حارات القاهرة التاريخية. تضمنت اعمال ترميم البيت وتأهيله مبادرة للحفاظ على البيئة والإستدامة، حيث تم ادراج أول محطة طاقة شمسية في القاهرة التاريخية، وأصبحت هذه المحطة دعوة لهيئات وأفراد آخرين لاتباع نفس المنهج في توليد طاقة متجددة لتكون المدينة التاريخية جميعها صفرية الطاقة، كما ويروج البيت لتوفير استهلاك الطاقة باستغلال التهوية الطبيعية من خلال فتح واغلاق ملقف الهواء، وفتحات الشبابيك بانتظام للاستفادة القصوى من هذه التهوية، إضافة لذلك تم تصميم وتنفيذ بستان في فناء البيت لتشجير وتوسيع الرقعة الخضراء في المدينة التاريخية ويروج هذا الفناء من خلال ورش مجتمعية لزراعة البلكونات وساحات عامة مقترحة يحتاج إليها افراد المجتمع المحيط بالبيت لتكون رئة جديدة للمدينة التاريخية تقلل انبعاثات الكربون وترتقي بالصحة العامة وجودة الحياة. كما وبادر بيت يكن في إحياء دور الفناء ليكون ملتقى مجتمعي لسكان الحارة التاريخية والمناطق المحيطة، يديرون فيه ورشا توعوية، وحرفية وفنية للارتقاء بالذوق العام، وتنمية الاعتزاز بالهوية والذات، وتجويد المنتجات الحرفية التقليدية صنعاً وتصميماً وتوفير معارض لتنشيط حركة الاقتصاد المحلي من خلال ترويج المنتجات المحلية وخاصة الحرفية منها والتقليدية، ولبث طاقة مجتمعية جديدة تكون بمثابة دعامة للتنمية المستدامة.
ومن هذا المنطلق أصبح بيت يكن مبادرة لأفراد من المجتمع المدني تؤكد ان التنمية المستدامة بركائزها الثلاثة (بيئة، مجتمع واقتصاد) هي تنمية يمكن تحقيقها من المجتمع المحلي ويمكن توسعة نطاقها و تحفيز تكرارها في نطاقات ومدن أخرى.
إن مثل هذه المشروعات التى يقف ورائها اساتذة متخصصون مبدعون بجامعة المنوفية محل فخر واعتزاز وتقدير، ودعوة للابداع ونقل الدراسات فى مجال الحفاظ على التراث من النظرية للتطبيق وتثبت انه لامجال للمستحيل مع الفكر والارادة.