تحت رعاية معالي الأستاذ الدكتور أحمد القاصد رئيس جامعة المنوفية، شهدت كلية الصيدلة حفل تخرج مهيب للدفعة الرابعة من خريجيها، وهي أول دفعة تُتوج بنظام “Pharm D” (الدكتور الصيدلي)، الذي يُعد نقلة نوعية في التعليم الصيدلي الإكلينيكي، ويمثل أحد أبرز الاتجاهات العالمية الحديثة في إعداد الصيدلي الممارس ميدانيًا. جاء هذا الحفل ليُجسد ثمرة أعوام من العمل الجاد والتطوير المستمر، بحضور كريم من الدكتور صبحي شرف نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور ناصر عبدالباري نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور إكرامي جمال أمين عام الجامعة، والدكتور إيهاب البنداري وكيل نقابة الصيادلة والقائم بأعمال النقيب، والدكتور هيثم ميمون عباس عميد الكلية، إلى جانب لفيف من وكلاء الكلية وأعضاء هيئة التدريس والصيادلة المنتدبين والجهاز الإداري، وبمشاركة حاشدة من الطلاب الخريجين وأسرهم.

وفي كلمته المسجلة، عبّر الأستاذ الدكتور أحمد القاصد عن خالص تهانيه لأبنائه الخريجين، مؤكدًا أن هذا اليوم هو لحظة فخر تتويجًا لسنوات من المثابرة والتفوق، ودعاهم إلى أن يكونوا على قدر المسؤولية في مهنتهم الإنسانية النبيلة، وأن يحرصوا على الالتزام بأعلى معايير الجودة والأمان في تقديم خدماتهم الصيدلانية، وأن يواصلوا مسيرة التعلم والتطور، حتى يكونوا دائمًا نموذجًا مشرفًا لجامعتهم ولوطنهم.

كما أعرب الدكتور صبحي شرف عن سعادته بهذا الإنجاز، مشيرًا إلى أن مهنة الصيدلة تقوم على العطاء والإخلاص، وهي رسالة سامية لخدمة المجتمع والمرضى، مؤكدًا أن التفاني في العمل هو جوهر النجاح الحقيقي. فيما شدد الدكتور ناصر عبدالباري على أهمية العمل بنيّة خالصة لله، والتحلي بالأخلاق الرفيعة والكلمة الطيبة، والاهتمام بالعلم والتطوير المستمر، معبرًا عن سعادته البالغة بمشاركة الطلاب وعائلاتهم هذه اللحظة الاستثنائية، داعيًا الله لهم بالتوفيق في مسيرتهم المقبلة.

ومن جانبه، عبّر الدكتور هيثم ميمون عباس عميد الكلية عن فخره الكبير بهذا الإنجاز، مشيرًا إلى أن كلية الصيدلة اليوم لا تحتفل فقط بتخرج دفعة جديدة، بل بانطلاقة حقيقية لعصر جديد من التميز والريادة في التعليم الصيدلي التطبيقي، مؤكدًا أن هذه الدفعة تمثل أولى ثمار تطوير البرنامج الأكاديمي، ودمجه بسوق العمل المحلي والدولي. وأضاف أن الكلية نجحت في الحصول على الاعتماد المؤسسي من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، وحققت مركزًا متقدمًا ضمن العشرة الأوائل في جائزة التميز الحكومي على مستوى الجمهورية، ما جعلها محل اعتراف رسمي في دول الخليج العربي، وتعمل حاليًا على مواصلة التميز إقليميًا ودوليًا.

وخلال الحفل، ألقت الخريجة الصيدلانية شيماء عبدالهادي عبدالكريم معوض الحاصلة على المركز الثاني على الدفعة كلمة مؤثرة باسم زملائها، استهلتها بتحية الإسلام والدعاء، معبرة عن الامتنان لله عز وجل على بلوغ هذه اللحظة التي طال انتظارها، واستعرضت في كلماتها رحلة الكفاح التي بدأت بخطوة مرتعشة وانتهت بثبات نحو المستقبل. قالت إن سنوات الدراسة كانت حافلة بالتحديات، لكنهم تعلموا أن النجاح لا يُهدى بل يُنتزع، وأن مهنة الصيدلة ليست مجرد وظيفة بل رسالة إنسانية. كما توجهت بالشكر لأساتذة الكلية الذين كانوا خير داعم ومرشد، ولأسرهم الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل هذا اليوم، واختتمت كلمتها بأمنيات صادقة بأن يحقق كل خريج حلمه وأن تكون هذه اللحظة بداية لحكاية أجمل بإذن الله.

وكرم عميد الكلية طلاب EPSF-Menoufia على مجهودهم الكبير في تنظيم الحفل واختُتم الحفل بتكريم رسمي للداعمين والشركاء، حيث قدّم عميد الكلية دروعًا تذكارية للأستاذ الدكتور رئيس الجامعة ونوابه والأمين العام ووكيل نقابة الصيادلة، ولعدد من الشركات الراعية للحفل. كما تم منح شهادات تقدير للحاصلين على درجتي الماجستير والدكتوراه، ولأوائل الخريجين والمتميزين من أبناء الكلية، في مشهد اختلطت فيه دموع الفرح بابتسامات الإنجاز، وسط تصفيق عائلات طالما حلمت بهذه اللحظة. لقد كان يومًا محفورًا في ذاكرة كل من شارك فيه، وبداية مشرقة لرحلة مهنية وإنسانية واعدة.