الدكتورة إسراء عصام عبد الفتاح عبد القادر… قصة كفاح تُلهم الأجيال

تتجسد في الدكتورة إسراء عصام عبد الفتاح عبد القادر واحدة من أروع حكايات الإصرار والتغلب على التحديات. فمنذ مرحلة الثانوية العامة، خاضت عامًا شديد القسوة، لم يكن صعبًا بسبب ضغط الدراسة فقط، بل لأنها كانت تواجه مرضًا بصريًا مزمنًا هو الالتهاب الصبغي التلوني (Retinitis Pigmentosa – RP)، الذي جعل قراءة أي سطر ومراجعة أي صفحة رحلة شاقة تتطلب مجهودًا مضاعفًا وصبرًا استثنائيًا. وبرغم هذه الظروف، أثبتت إسراء أن الإرادة أقوى من كل العقبات، فنجحت بفضل الله ثم عزيمتها في تحقيق نسبة 98.41% في الثانوية العامة، لتفتح أمامها أبواب حلمها الأكبر: الالتحاق بكلية الصيدلة.

ومع دخولها كلية الصيدلة، بدأت مرحلة جديدة من التحدي. كانت تدرك أن طريقها لن يكون سهلاً، فكل محاضرة وامتحان وصفحة دراسة كانت تحتاج لوقت أطول وجهد أكبر بسبب مشكلتها البصرية. ومع ذلك، قاومت الإحباط، واعتمدت على وسائل بديلة في التحصيل، وتمسكت بحلمها دون تردد. تعلمت خلال تلك السنوات معنى الصبر الحقيقي، وكيف يمنح الله التوفيق لمن يجتهد ويبذل ما يستطيع. وفي نهاية الرحلة، جاء التتويج المستحق، حيث تخرجت بتقدير GPA 3.72، وحققت المركز 25 على مستوى دفعتها 2025/2026، ليصبح نجاحها شهادة حية على أن العزيمة قادرة على صنع المستحيل.

وقد عبّرت الدكتورة إسراء عن امتنانها العميق لكل من كان سندًا لها طوال مشوارها. فقدمت شكرها للأستاذ الدكتور هيثم ميمون عباس، عميد كلية الصيدلة، على دعمه وتشجيعه المستمر، و للأستاذة الدكتورة داليا حمدان، وكيلة الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث، على اهتمامها ورعايتها طوال سنوات الدراسة. كما وجهت تقديرها لجميع أساتذة الكلية وأعضاء هيئة التدريس على دورهم الكبير في رحلتها الأكاديمية والإنسانية، مؤكدة أن الفضل لهم بعد الله فيما وصلت إليه.

ولم تنسَ إسراء زملاءها الذين كانوا عونًا لها في أحلك اللحظات، وشاركوها مشوارًا مليئًا بالتحديات والتفاصيل الصعبة. وقد أكدت أن وجودهم كان نعمة حقيقية ودعمًا لا يُنسى. وتختم قصتها برسالة أمل إلى كل طالب يواجه ظروفًا شاقة، قائلة إن رحمة الله أوسع من كل هم، وإن من يثابر ويصبر سيمنحه الله ما هو أجمل مما يتخيل.